أعراض إكتئاب ما بعد الولادة هي الأكثر حدة وصعوبة، حيث تشمل البلبلة، الشرود وفقدان الصلة مع الواقع، إلى درجة أن المرأة في هذه الحالة قد تقدم على إيذاء نفسها أو طفلها.
يرتبط ظهور أعراض هذا الإكتئاب بانخفاض ملحوظ في مستويات الهرمونات، وخاصة لدى النساء اللواتي عانين من الإكتئاب في الماضي، وثمة ظواهر أخرى يمكن إعتبارها مسببات محتملة للإكتئاب هي: القلق والتوتر، إكتئاب سابق -حصل في الماضي- وتغيرات في الحالة المزاجية في الأسرة.
قصور الدرقية، أو فرط الدرقية، في فترة ما بعد الولادة يمكن أن يؤديا إلى تغييرات في الحالة المزاجية تدل على حالة الإكتئاب بعد الولادة.
ليست هنالك أية علاقة بين إكتئاب ما بعد الولادة وبين المستوى التعليمي أو الثقافي، جنس المولود، الإرضاع، طريقة الولادة أو كون الحمل مخططاً مقصوداً أم لا.
يستند تشخيص هذه الحالة على إجراء محادثة مع المرأة وإستيضاح مشاعرها تجاه نفسها وتجاه المولود.
يستعين الفريق الطبي بإستبيان لجمع المعلومات حول أفكار بشأن إيذاء الذات، الإكتئاب، اللامبالاة، إنعدام القدرة على الإستمتاع بالأنشطة اليومية، الضائقة، إضطراب الأداء اليومي في البيت أو صعوبة التواصل مع الناس والبيئة المحيطة.
المعالجة الدوائية لحالة إكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن تتم بواسطة أدوية الطب النفسي المختلفة، يتم إختيار الدواء وفقاً لمدى درجة السلامة والأمان وطبعاً لحاجة الأم إلى الإرضاع.
وعموماً، ينصح البدء بنصف الجرعة المعتادة ثم زيادتها تدرجيا، ينبغي الإستمرار في تناول الدواء لمدة ستة أشهر لمنع حصول الإكتئاب من جديد، اما اذا لم يستجب الجسم للعلاج خلال ستة أشهر، فينصح بالتوجه إلى الطبيب النفسي للإستشارة.
جميع الأدوية المضادة للإكتئاب تنتقل مع حليب الام، وهذه المسالة هي أحد العوامل الهامة التي تؤخذ بعين الإعتبار عند اختيار الدواء.
دواء لوسترال هو الدواء الموصى به اثناء فترة الرضاعة، كما يمكن علاج إكتئاب ما بعد الولادة بواسطة ادوية اخرى من عائلة -مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين- الإختيارية. وفي كل الاحوال، ينبغي إستشارة طبيب مختص في طب الولادة.
أما معالجة حالات الإكتئاب بعد الولادة فتتم من خلال الطب النفسي في المستشفى وقد تشمل المعالجة بالتخليج الكهربائي -المعالجة بالصدمات الكهربائية- علما بان إحتمالات الشفاء مرتفعة وعادة ما تتحسن حالة المريضة في غضون 2- 3 أشهر، لكن الإكتئاب قد يظهر من جديد في الحمل التالي.
من بين كل أربع نساء تصبن بحالة الإكتئاب بعد الولادة، قد يعاود الإكتئاب الظهور من جديد لدى واحدة منهن على الأقل، من أجل الوقاية في فترة ما بعد الولادة ينصح بتناول دواء ثبتت فعاليته سابقا أو دواء من عائلة -مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين.
المصدر: موقع رسالة المرأة.
